Mushoku Tensei - تناسخ العاطل - 10
المجلد 1 الفصل 9 – اجتماع الأسرة الطارئ
الجزء الأول
زينيث حامل، سأحصل على أخ أو أخت عما قريب.
وأخيرا سنحظى بفرد عائلة جديد، مرحى يا رودي!
زينيث كانت متضايقة طوال السنين الماضية.
كانت تظن أنها عاجزة عن إنجاب الأطفال، لكن في الشهر الماضي بدأت تحصل لها تغيرات إذ أصبحت تشعر بالتعب والغثيان وتتقيأ. أعراض الحمل هذه بدت مألوفة لها لذا ذهبت إلى طبيب ليكشف عنها والذي بدوره أخبرها أنها حامل.
سعدت عائلة قريرات بهذا الخبر.
كانوا يفكرون بأسماء الأولاد والبنات، كما أن الغرفة موجودة وأيضا ملابس رودي القديمة تصلح للطفل الجديد.
فكروا بأمور كثيرة.
تعالى الضحك في ذلك اليوم الصاخب، وأنا في الحقيقة سعيدٌ جدا وتمنيت أن أحظى بأخت صغيرة لأن أخي الصغير دمّر أعز ممتلكاتي بمضرب البيسبول في عالمي السابق.
وانتهى اليوم.
ظهرت مشكلة أخرى بعد حوالي شهر.
اكتشفنا أن الخادمة ليليا حامل.
” آسفة، أنا حامل.“
أخبرتنا ليليا أنها حامل أثناء اجتماع العائلة بدون أي مقدمات.
صعقت عائلة قريرات في تلك اللحظة.
)طفل من….؟( لم يجرؤ أحد على طرح السؤال في ظل هذا الموقف.
الكل يعلم أن ليليا خادمة مجتهدة، ترسل معظم راتبها إلى عائلتها لمساعدتهم، أحيانا تخرج مع باول بعكس زينيث التي تبقى في القرية للعمل في العيادة. ليليا لا تغادر المنزل سوى للعمل وليس هناك شخص مقرب منها أيضا.
هل فعلتها مع شخص غريب…… لكني أعرف شيئًا.
بعد حمل زينيث، اضطر باول للتوقف عن الممارسة الجنسية حينها لم يستطع كبت نفسه وتسلل إلى غرفة ليليا في إحدى الليالي.
لو كنت طفلا بريئًا لافترضت أنهما يلعبان لعبة الورق.
لكني أعرف الحقيقة للأسف.
لم يفعلاها خارج المنزل، بل استغلا فرصة غياب والدتي.
أتمنى لو أنهما توخّيا الحذر أكثر. ألا يقولون هذا دائما في الإعلانات؟
هيا بنا يا فتيات! لا خوف مع حبوب منع الحمل!!
أود أن أخبر باول بهذه المقولة لكنّ وجهه شاحب وانقلب لونه للأخضر.
حسنا، لا أدري إن كانت ثمة وسائل لمنع الحمل في هذا العالم.
وطبعا لا أريد كشف هذا السر لكي لا تنهار العائلة.
عادةً لا أرضى أن يمد أحدهم على الخادمة، لكن باول ساعدني كثيرا في موضوع سيلفي لذا سأسامحه هذه المرة.
الشاب الشعبي يمر بظروف صعبة،
سأشفع له لو شك فيه أحدهم حتى لو اختلقت له حجة.
بعد أن عقدت قراري، غمزت لباول حتى يطمئن قلبه.
في نفس اللحظة، بدأت زينيث تنظر إلى باول بنظرات مليئة بالشك.
وهكذا اجتمعت نظراتنا تجاه باول صدفة.
” آ-آسف، إنه على الأرجح، طفلي…“
استسلم هذا الرجل بسهولة بالغة.
مثير للشفقة…. لا، الرجال الصرحاء يستحقون الاحترام.
لطالما أحب أن يجمع أفراد العائلة معا، كما كان يعلمني دائما:
]كن صريحًا[ أو شيء من هذا القبيل.
]كن رجلا[ أو شيء من هذا القبيل.
]احم الفتيات[ أو شيء من هذا القبيل.
]لا تخادع الآخرين[ أو شيء من هذا القبيل.
لا بد أنه لا يستطيع الإفلات من قول الحقيقة.
أليس هذا جيدا؟ لا أكره هذا الجانب فيه.
)لكن الوضع بات مزرياً للغاية…(
فكرت بهذا وأنا أنظر إلى زينيث التي تخرج منها هالة سوداء مرعبة.
وهكذا بدأنا اجتماع العائلة الطارئ بمشاركة ليليا.
كسرت زينيث حاجز الصمت وبدأت الحديث.
” حسنا، ماذا ستفعل الآن؟“
زينيث هادئة للغاية في نظري.
لم تثُر على زوجها الخائن واكتفت بصفعه صفعة واحدة.
ما زالت طبعة الصفعة موجودة على وجه باول.
”أرجوك اسمحي لي بترك عملي بعد أن أساعد السيدة في إنجاب طفلها.“
ليليا هي من قالت ذلك، وهي هادئة جدا.
ربما من الطبيعي في هذا العالم أن يخوض السيد في علاقة غير شرعية مع الخادمة، وإذا نتجت مشكلة جراء ذلك فالخادمة تغادر المنزل.
همم.
سيصبح الأمر مشوقا لو كان كذلك، لكن هذا الجو المكهرب يجعلني أقشعر، فأنا أجيد ضبط النفس بخلاف باول.
للعلم، باول متقرفص في الزاوية.
أين ذهبت كرامتك يا أبتاه؟ كيف تجلس هكذا؟
” ماذا عن الطفل؟“
” أنوي تربيته في بلدتي بعد إنجابه في فتوى.“
” بلدتك في الجنوب ،صحيح؟“
” نعم.“
” ستكونين متعبة بعد الإنجاب ومن المحتمل أنك لن تتحملي عناء هذه الرحلة الطويلة، صحيح؟“
”….. ربما، لكن لا يوجد لي مكان آخر لأذهب إليه.“
ولاية فتوى تقع في الحد الشمالي لمملكة أسورا.
حسب علمي، السفر إلى المدن الجنوبية في مملكة أسورا يستغرق شهرا كاملا حتى باستخدام عربات الخيول.
ولو أخذنا في الحسبان الحالة الأمنية الجيدة للمملكة وظروفها الجوية الحسنة، فإن رحلة شهر على العربة لا تعتبر شاقة جدا.
لكن هذا ينطبق على المسافرين العاديين.
ليليا لا تملك المال وستضطر للسفر سيرا على الأقدام.
حتى لو أعطتها عائلة قريرات مصاريف السفر فلن يعفيها ذلك من المخاطر.
أم حديثة الولادة تسافر لوحدها. لو كنت أحد الأشرار، ماذا سأفعل إذا واجهتها؟ بالطبع سأستغل الفرصة وأهاجمها وأتخذها سبية وأحتجز طفلها رهينة.
في البداية سأسرق مالها ومتاعها ومن ثم أعرضهما هي وطفلها في سوق النخاسة.
على فكرة يوجد نظام عبودية في هذا العالم.
حتى لو كانت مملكة أسورا آمن مكان في هذا العالم، لا يعني هذا أنها خالية من الأشرار.
ثمة احتمال كبير أن تتعرض للهجوم.
زينيث محقة، القوة البدنية مشكلة.
حتى لو استطاعت ليليا التحمل، ماذا عن طفلها؟
أيستطيع طفل رضيع تحمل رحلة شهر كامل؟ مستحيل، أليس كذلك؟
طبعا لو انهارت ليليا، سيشاركها الطفل مصيرها، ولو مرضت فلن تستطيع تحمل كلفة الطبيب وفي النهاية سينتهي مصيرهما.
أكاد أتخيل مظهر ليليا حاملة طفلها والثلوج تغطيهما.
لا أريدها أن تموت هكذا.
” لكن عزيزتي، هذا…“
” اخرس!!“
حاول باول المشاركة متلعثما، لكنه رجع يتقرفص في الزاوية كطفل صغير بعد أن أخرسته زينيث.
لقد فقد مصداقيته في هذا النقاش. همم… يبدو أن باول صار خارج الحسبة.
“..……”
قضمت زينيث أظفرها بشدة، يبدو أنها مترددة.
إنها لا تكره ليليا لدرجة أن تقتلها.
في الحقيقة ،علاقتهما جيدة للغاية إذ دامت 2 سنوات في هذا المنزل، يمكننا القول أنهما صديقتان عزيزتان.
لو أن طفل ليليا لم يكن من باول…
لو أن ليليا تعرضت للاغتصاب في زقاق ما وحملت بسبب ذلك، زينيث سوف تسمح…. لا، ستحميها بلا شك وتسمح لها بتربية طفلها هنا.
أفترض أن هذا العالم ليس فيه مبدأ الإجهاض بناءً على أجواء هذا الاجتماع.
أشعر أنه ثمة شعورين يتصارعان في قلب زينيث.
الشعور الأول هو محبتها لليليا والآخر هو شعورها بالخيانة.
زينيث عظيمة إذ أنها لم تنجر وراء شعورها الثاني، لو كنت مكانها لسيطرت علي الغيرة وطردتها من المنزل.
هدوء زينيث له علاقة نوعا ما بتصرف ليليا. ليليا لا تحاول اختلاق الأعذار لنفسها بل تنوي تحمل المسؤولية، مسؤوليتها تجاه العائلة التي خدمتها لسنين طويلة وخانتها.
لكن برأيي هذه المسؤولية يفترض أن تقع على عاتق باول، من الخطأ أن نلقي اللوم كله على ليليا.
لا يجوز أن نودعها بهذه الطريقة الفظيعة.
قررت أن أساعد ليليا، لقد تربيت على يدها رغم أن علاقتنا سطحية وبالكاد تتحدث معي، لكنها اهتمت بي جيدا.
كانت تحضر لي منشفة كلما تعرق جسدي من تمارين السيف.
كانت تجهز لي المياه الساخنة كلما بللني المطر.
كانت تحضر لي البطانية في الليالي الباردة.
كانت تعيد الكتب إلى الرفوف بعناية كلما نسيت إعادتها.
والأهم من هذا كله.
الأمر الأهم والذي هو في بالغ الأهمية.
أنها تعرف عن التحفة المقدسة، لكنها أبقت الأمر سرًا.
نعم، ليليا تعلم.
في أحد الأيام الماطرة عندما كنت أظن سيلفي مجرد صبي.
قضيت الوقت في غرفتي أدرس الموسوعة النباتية وأنا مشغول البال.
دخلت ليليا الغرفة وبدأت في التنظيف.
كنت منهمكا في قراءة الكتاب ولم ألحظها تنظف بالقرب من مخبأ التحفة المقدسة، حينها فات الأوان على صرف الأنظار أو الأيادي على وجه التحديد… كانت ليليا تحمل بيدها تحفتي المقدسة.
كنت مصعوقا جدا. طوال العشرين سنة من حياتي الانطوائية لم آبه لمنظر غرفتي القذر حتى لو كان برفقتي أحد لدرجة أن جهاز الحاسب يحتوي على مجلد اسمه )صور إباحية( في سطح المكتب.
ربما هذا هو سبب ضعف مهاراتي في الإخفاء.
لم أتوقعها أن تجد التحفة المقدسة بهذه السهولة… رغم أني حاولت إخفاءها جيدا…… أهذه المخلوقة مجرد )خادمة(؟
شعرت أن قلبي يتفطرّ والدم يهرب من دماغي.
وبدأت المحاكمة.
سألتني ليليا: ”ما هذا؟“
أجبتها: ”ممممممممممممما هذا، إنه ذذذذذاك.“ ليليا: ”توجد به رائحة.“
أنا: ”سمس— قد تكون هذه رائحة زيت السمسم أو ربما لا؟“ ليليا: ”لمن هذه؟“
أنا: ”…….آسف، إنه لروكسي.“ ليليا: ”من الأفضل أن أغسله.“ أنا: ”محال أن يغسل!!“
أعادت ليليا التحفة المقدسة إلى مكانها المقدس )مكان المخبأ.( ثم غادرت الغرفة وأنا أنتفض خلفها.
تجهزت لمواجهة اجتماع عائلي في تلك الليلة.
لكن لم يحدث شيء.
كنت أرجف طوال تلك الليلة حتى طلعت شمس اليوم التالي ولم يحدث شيء إطلاقًا.
لم تخبر أحدًا.
سأرد لها هذا الجميل.
” أمي، يمكنني الآن أن أحصل على أخوين اثنين في نفس الوقت، لماذا الجو عابس هكذا؟“
يجب أن أتصرف كطفل.
ليليا حامل وهذا أمر عظيم، سيزداد عدد أفراد العائلة للضعف، لماذا أنت غاضبة؟
حاولت مقاطعة الاجتماع بهذه الفكرة والشعور.
” السبب هو قيامها هي ووالدك بفعل غير مسموح.“
أجابت زينيث متنهدة والغضب العارم ظاهر في صوتها، لكن ذلك الغضب لم يكن موجها إلى ليليا، زينيث تعلم ذلك في قرارة نفسها.
من المخطئ الأكبر؟
” هكذا إذن، لكن هل كان بوسع ليليا مقاومة أبي؟“
” ماذا؟“
لن يكون هذا لصالح باول لكنه أوقع نفسه في شر أعماله، أرجوك تحمل كل اللوم.
أنا آسف، سأرد جميلك بشأن سيلفي في وقت لاحق.
” أدري أن أبي كان يستغل ضعف ليليا.“
” ماذا؟ أحقا ما تقول؟!“
يبدو أن زينيث صدقت كذبتي العشوائية وهي تنظر إلى ليليا متفاجئة.
وجه ليليا خالٍ من التعابير كالعادة، لكن يبدو أنها فهمت ما أفعله وتحرك حاجبها بعض الشيء. أحقا كان لديها نقطة ضعف؟ يبدو لي أن باول كان المستضعف حينها…… لا يهم، نال ما يستحقه.
” ذات مرة وأنا ذاهب إلى الحمام، سمعت صوت أبي في غرفة ليليا وهو يقول… إذا كنت لا تريدين أن أفضح ذاك الأمر فعليك أن تفتحي رجليك بخضوع، أو شيء كهذا.“
” ماذا!! رودي، ماذا تقول…“
” اخرس أنت!!“
صرخة زينيث ألجمت باول.
” ليليا، أصحيح ما قاله؟“
” لا، ذاك الأمر…“
ليليا أرادت قول شيئا ما لكنها توقفت وأشاحت عينيها.
إنها تفكر بعذر ما، ومن الممكن أنها تريد لعب دور الضحية.
” صحيح، لا يمكنكِ إفصاح الأمر…..“
تفهمت زينيث الأمر بسرعة بالحكم على تصرفات ليليا.
نظر باول بذهول وعيناه حائرتين وفاه مفتوح كالسمكة لا يستطيع قول شيء.
جيد. حان وقت الضربة القاضية.
” أمي، أشعر أن ليليا ليست مخطئة.“
” نعم.“
” أبي هو المخطئ.“
”….. نعم.“
” أبي أخطا وليليا هي من تعاقب، هذا غريب جدا.“
”……… نعم.“
ردة الفعل ليست كافية….. سأحاول أكثر.
” أنا سعيد جدا بقضاء وقتي مع سيلفي، وأظن أنه من الأفضل أن يحصل إخوتي على أصدقاء بنفس أعمارهم.“ ”….. نعم.“
” وأيضا يا أمي، بالنسبة لي كلاهما إخوتي.“
”………. حسنا يكفي، لقد ربحت يا رودي.“
أخذت زينيث نفسا عميقا.
أتعبتيني يا أماه.
” ليليا، ابقي في منزلنا. أنتِ أحد أفراد هذه العائلة! لن أسمح لك بالرحيل!!“
أصدرت زينيث هذا القرار.
اتسعت عينا بول، وانهارت ليليا بالبكاء وهي تغطي فمها.
وهكذا ختم الموضوع.
الجزء الثانى
وعلى هذا النحو، صار اللوم كله على عاتق باول واستقرت الأمور.
في النهاية، حدقت زينيث بباول وكأنها تريد سلخه.
قد تعتبر هذه مكافأة عند المازوخية، لكن تقلصت خصيتاي من شدة الخوف.
عادت زينيث إلى غرفتها لوحدها بعد انتهائها من التحديق.
ما زالت ليليا تبكي رغم أن وجهها خالٍ من التعابير، لكن الدموع تتساقط من عينيها.
أما باول فهو متردد هل يحضنها أو لا.
على أية حال، سأترك الأمر لزير النساء.
لحقت بزينيث إلى الغرفة الرئيسية لكي لا تتفاقم المشكلة وتنتهي بالطلاق.
قرعت الباب، وفتحت زينيث الباب بسرعة.
”أمي، كل ما قلته قبل قليل كان كذبا، أرجوك لا تكرهي أبي.“
أخبرتها بذلك دون مقدمات.
انصدمت زينيث للحظة، ثم ابتسمت ابتسامة مخيفة ومسحت على رأسي.
” فهمت، لم أعتقد أبدا أن أقع في حب هذا النوع من الرجال السيئين، ولطالما كنت مستعدة لمواجهة خيانة هذا الرجل الغبي والشهواني، لكن الأمور تفاقمت فجأة وأصبت بالصدمة.“
”….. هل أبي يحب النساء لهذه الدرجة؟“
سألتها وكأني لا أعرف هذا مسبقا.
” نعم، إنه الآن أفضل مما كان عليه في السابق إذ لم يكن يأبه للعواقب آنذاك، ومن المحتمل أن يكون لرودي أخ أو أخت كبيرة في مكان ما.“
أثناء حديثها، بدأت تتزايد قوة يدها وهي تربت على رأسي.
” رودي لا تصبح من هذا النوع من الكبار، مفهوم؟“
فركت رأسي بشدة. لا، إنها تمسك رأسي بقوة متزايدة…..
” لا تعامل سيلفي باستخفاف، مفهوم؟“
” آي، أح ،أكيد يا أماه، آي~“
أشعر أن هذا التحذير شديد اللهجة يشمل سلوكياتي من الآن فصاعدا.
يبدو أن الأمور باتت مستقرة الآن، الباقي يقع على عاتق باول.
لكن رب الأسرة شاب لعوب جدا.
لن تسنح لك فرصة أخرى يا محترم.
في اليوم التالي.
أصبحت تمارين السيف قاسية جدا.
لقد ساعدتك في إرضاء والدتي، لماذا تصب غضبك علي؟
— منظور ليليا —
سأكون صريحة.
هذا الحمل هو خطئي أنا لأني تعمدت إغراء باول.
لم أنوي هذا عند مجيئي إلى هذا المنزل، لكن بعد سماعي لتأهواتهم الكثيرة في كل ليلة وبعد تنظيفي لغرفتهم المشبعة برائحة الليلة الساخنة، أخذت تتزايد رغبتي الجنسية.
في البداية، اكتفيت بنفسي.
لكن كلما رأيت باول يتمرن بالسيف يوميا، تشتعل بداخلي نار جامحة لا يمكنني إخمادها.
في كل مرة أرى باول يتمرن، أتذكرّ تجربتي الأولى.
كنت صغيرة آنذاك أيام نادي تدريب القتال، طبعا كانت تجربتي مع باول حيث اغتصبني في إحدى الليالي.
لم أكن أكرهه لكني لم أحبه أيضا، تجربتي الأولى ليست رومانسية جدا بل مليئة بالدموع.
بعدها جاء دور الوزراء السمان.
عندما أحسست أن باول كان أفضل منهم، لم أعد أبالي بتلك الحادثة كثيرا…
كنت أخطط لاستغلال تلك الحادثة للضغط على باول بعد أن جاء على مسامعي أنه يريد خادمة منزل.
باول الذي لم أراه منذ تلك الأيام بات أكثر رجولة الآن.
اختفى ذلك الفتى اليافع وصار رجلاً صارما وقوياً.
استطعت كبت جماح نفسي أمام رجلٍ كهذا طوال ست سنوات.
لم يغازلني باول في بداية الأمر.
ولو استمر الأمر على هذا النحو، لانخمدت شهوتي.
لكن تحرشاته العابرة أشعلت النار بداخلي.
كان بإمكاني التحمل، لكني أدرك أني كنت على شفا حفرة.
حمل زينيث جعلني أقع في تلك الحفرة.
استغليت شهوة باول الجنسية لصالحي وأغويته إلى تلك الغرفة….
لذا هي غلطتي أنا، والحمل هو عقابي لأني خنت زينيث وانجريت وراء شهوتي.
لكنهم سامحوني.
سامحني روديوس.
استوعب ذلك الطفل الذكي الأحداث وقاد الحديث بمهارة حتى نصب المهرب المثالي.
كان هادئا وكأنه عاش أحداثاً مشابهة من قبل.
هذا مخيف جدا….. لـ- لا يجدر أن أقول هذا عنه بعد الآن.
لطالما كنت أتجنب روديوس لأنه كان يخيفني.
روديوس ذكي جدا، لا بد أنه لاحظ أني كنت أتجنبه عن قصد وأنقذني رغم ذلك، رغم أنه لم يكن مرتاحا لتصرفاتي.
تجاهل مشاعره وقرر إنقاذ طفلي.
أشعر بالخجل لأني كنت أحسبه مخيفا وتحاشيته.
إنه منقذي، شخص جدير بالاحترام.
سأخدم هذا الشخص بخالص التقدير والاحترام حتى مماتي. لا….. لا يمكنني أن أرد الجميل بنفسي إذا وضعت في الحسبان ازدرائي له في السابق.
صحيح.
إذا كبر هذا الطفل بصحة وعافية، سأجعله يتبع روديوس.
سأجعله يخدم السيد روديوس.
— منظور روديوس —
لم يحدث شيء يذكر في الأشهر التالية.
تطور سيلفي في السحر ملحوظ، تمكنت من الترنيم الصامت حتى المستوى المتوسط، وبدأت تتحسن مهارتها في التحكم بالتسخير.
مقارنة بذلك، لم تتحسن مستوياتي في تقنيات السيف كثيرًا.
يوجد تقدم بسيط لكني لم أستطع إصابة باول حتى الآن، لذا لست راضيا بهذا.
كما أن تصرفات ليليا تجاهي قد تحسنت إذ كانت حذرة معي في السابق، طبعا لا ألومها لأني كنت أسخر السحر منذ نعومة أظافري.
التغير غير ملحوظ على تعابير وجهها الجامدة لكن كلماتها وتصرفاتها تجعلني أشعر باحترامها الكبير لي، لا أنكر أن هذا الشعور جميل بالنسبة لي لكنه يجعل باول يخرج من طوره لذا آمل أن تتوقف عن ذلك قريبا.
عمومًا، أصبحت ليليا تتحدث معي نوعا ما بعد تلك الحادثة.
أغلب حديثها عن باول.
اكتشفت أن ليليا تعلمت تقنيات السيف مع باول في نفس نادي تدريب القتال.
كان باول موهوب جدا في ذلك الوقت، لكنه لم يحب التدريب وكان يتهرب ويلهو في المدينة.
كما شرحت لي ليليا أيضا كيف فقدت عذريتها في إحدى الليالي عندما دخل باول إلى غرفتها خلسة، ثم اغتصبها وهي نائمة.
خاف باول من انكشاف الحادثة وهرب.
سقط باول من عيني بعد أن سمعت تفاصيل هذه الحادثة من ليليا.
اغتصاب وخيانة زوجية… باول حقير.
لكن شخصية باول لا تعني أنه شخص سيئ، صحيح أنه جامح وعابث كالأطفال مما يكسبه تعاطف النساء ويحاول بشدة أن يكون أباً صالحا، بغض النظر عن كونه عديم صبر وأفعاله تسبق لسانه إلا أنه ليس بالشخص السيئ.
” ما الأمر؟ لماذا تحدق بي؟ أتود أن تصبح رائعًا مثل أبيك؟“
سألني باول ذلك لأني كنت أحدق به ونحن نتمرن على السيف.
هذا الشاب يحب المزاح دائما.
” أتقول أن رجلا كاد يفرط بعائلته بسبب خيانة زوجية يعتبر رائعًا؟“
” كح كح…..“
اعتصر الألم قلب باول، والتزمت الحذر عندما رأيت تعبير وجهه.
صحيح أني مغفل في بعض الأحيان إلا أنني لن أتسبب بالمشاكل ما عدا في حالة تقاتل الفتيات على حضرة جنابي. نعم أنا شخص أميل لافتعال مثل هذه الأمور.
” حسنا، استفد من هذه الحادثة ولا تضع يديك على أحد سوى أمي.“
” لـ.. وليليا أيضا؟“
يبدو أن هذا الشاب لم يتعلم درسه بعد.
” ستغادر أمي إلى بلدتها دون نقاش إن تكرر هذا….“
” كح……“
هل ينوي هذا الشاب إقامة علاقة ثلاثية لوجود امرأتين حوله؟ عنده زوجة جميلة وخادمة يستطيع افتراسها في أية لحظة، ويقضي أوقاته بتعليم ابنه فن السيافة في منطقة ريفية، حياة ترف.
مهلاً لحظة، هذا الوضع يُحسد عليه، أليست هذه من أفضل النهايات السعيدة؟
إنها تذكرني بإحدى الروايات التي ينجح فيها البطل من تشبيك لويز وتاباسا .*إسقاطة على Zero no Tsukaima* هل أترك مسار البطل المغفل وأتعلم منه….؟
لا، لا، اهدأ، تذكر نظرة زينيث المخيفة في اجتماع العائلة.
أتريد أن تحصل على نظرة كتلك؟ لا بأس بالحصول على زوجة واحدة.
” بما أنك شاب فأنت تتفهم، أليس كذلك؟“
ما زال باول مصرا على الأمر، أتفهمك لكني لا أوافقك الرأي.
” ما الذي تريد أن يفهمه ابنك ذو الست أعوام؟“
” لا تنسَ عبثك مع سيلفي، تلك الفتاة ستغدو جميلة في المستقبل.“
أوافقه في هذا الأمر.
” أعتقد ذلك، كما أنها ظريفة جدا الآن.“
” أتفهم ما أعنيه؟“
” معك حق.“
باول حقير لكن الحديث معه سهل.
رغم أنني بجسد طفل إلا أن عقلي قد تخطى سن الأربعين، أنا الحقير فعلا.
قد تكون خبرتي مقصورة على الألعاب إلا أني أحب الفتيات وبالطبع أحب الهاريم.
قد أتشارك مع باول في حب النساء من ناحية المبدأ.
تبادر إلى ذهني هذا الشعور عند حديثي مع باول بعد حادثة تفسيخ سيلفي.
أشعر أن باول بدأ يتقرب إلي بنفسه بعد تلك الحادثة ويفاتحني بهذه الأمور، ربما لأنه رأى جانبي الضعيف ولا حاجة ليلعب معي دور الأب الصارم، هذا يعني أنه نضج أيضا.
” هههه…..“
لاحظت باول يبتسم.
إنه لا ينظر إلي وإنما خلفي، أدرت رأسي ووجدت سيلفي واقفة هناك.
زياراتها لمنزلي نادرة جدا.
عندما أمعنت النظر، وجدتها ترتعش قليلا ووجهها محمر.
لا بد أنها سمعت ما قلته قبل قليل.
” هيا أعد ما قلته مرة أخرى لكي تسمع…“
مزاح باول تقليدي للغاية.
ضحكت بنخير، أنت لا تعرف هذه الأمور حق المعرفة.
باول ما زال جاهلا في بعض الجوانب.
سيفقد المديح طعمه لو سمعه الآخر كثيرا حتى لو كنت تعنيه من صميم قلبك، سيفقد تأثيره بالتكرار.
يجب أن تقنع الآخرين أنك مغفل حتى النخاع، فهكذا يتضاعف مفعول كلماتك الصادقة بين حين وآخر.
يجب أن تقولها مرة واحدة لفترة، لا يمكنك أن تقولها مرة ثانية.
لذا اكتفيت بالابتسام والتلويح لسيلفي.
ناهيك أن سيلفي ما زالت في السادسة، ما زال أمامها عشر سنين حتى تسمع هذا.
إذا أطريت عليها كثيرا وقلت عنها ظريفة فلن تغدو امرأة صالحة.
أختي الكبرى خير مثال على ذلك.
” بالمناسبة، وكذلك روديوس… رائع، أيضا؟“
” هكذا إذن، شكرًا يا سيلفي.“
ابتسمت بلطف وأظهرت سني اللامع )متعمدًا(.
سيلفي جيدة في التواصل الاجتماعي، كدت أصدقها عندما كانت تنظر إلي بنظرات مليئة بالإعجاب.
مدح سيلفي ومناداتها بالظريفة هي مشاعري الصادقة، لكنها ليست مشاعر حب عاطفية.
على الأقل ليس الآن.
” إذن يا أبتاه، سأذهب الآن.“
” لا تقفز عليها وتثبتها بالأرض!“
من يفعل هذا أصلا؟ أنا لست مثلك.
” أمي!! أبي يقول….“
” مهلاً، توقف، توقف….!!“
مجرد يوم آخر جميل في حياة عائلتنا.
بعد فترة، دخلت زينيث في المخاض.
مررنا بوقت عصيب لأنها كانت ولادة مقعدية.
لم تستطع ليليا الحراك ولم تستطع قابلة القرية تقديم المساعدة أيضا.
عملية ولادة زينيث كانت عصيبة جدا.
بقيت في المخاض فترة طويلة وصار وضع الأم والطفل حرجًا للغاية.
استنفدت ليليا كل خبرتها في التوليد، كما أني حاولت مساعدتهم قدر استطاعتي بتسخير سحر الشفاء.
وأخيرا بعد جهد جهيد، نجحت عملية الولادة.
أتى الطفل إلى هذا العالم معافى ويبكي بنشاط.
إنها فتاة، أخت، لحسن حظي لم يكن أخ صغير.
وبينما كنا نستريح، دخلت ليليا في المخاض.
في نفس اللحظة التي كان يشعر فيها الجميع بالراحة والتعب.
تراقصت كلمة )ولادة مبكرة( في رأسي.
نجحت القابلة العجوز في التوليد هذه المرة، طريقة توليدها سيئة لكن يبدو أن لديها خبرة في الولادات المبكرة، كبر السن له دور.
اتبعت تعاليم القابلة وركلت مؤخرة باول الخائف وجعلته يحمل ليليا إلى غرفتي.
سخرت السحر لصنع ماء ساخن وحاولت بقدر الإمكان إيجاد قطع قماش نظيف وأحضرتها إلى القابلة.
ثم تركت الباقي للقابلة العجوز.
نادت ليليا اسم باول بكل محبة أثناء الولادة.
أمسك باول المتعرق يدها بشدة.
كان حجم الطفل أصغر من ابنة زينيث، لكنه يصرخ بعافية.
النتيجة هنا فتاة أيضا.
كلتاهما فتاتين، كلتاهما أختين.
بنتان كلتاهما؟ – – – قالها باول وضحك بطريقة غريبة.
وجه أب غبي، هذه المرة الثانية التي أرى فيها هذا التعبير.
إذا أمعنت في الأمر، باول حقا شخص بائس، لقد ازداد عدد الإناث في منزلنا للضعف، من سيكون الحلقة الأضعف في هذا الموقف؟
على الأرجح سيكون الأب الذي ارتكب الفاحشة مع الخادمة التي وضعت حملها.
هدفي الآن هو أن أصبح أخ أكبر محترم، أما باول فقد خسر الاحترام في أغلب الأحوال.
ابنة زينيث اسمها نورن.
ابنة ليليا اسمها آيشا.
هذه الأسماء التي اختاروها